الخميس، 27 مايو 2010

It finaly happened



انا لا انتظر الكثير 
سعيدة جدا اننى بدأت فى استخدام كلمة انا كثيرا .. فالمعتاد فيما يتعلق بالجملة الواردة اعلاه ان اكتبها " لا انتظر الكثير" هكذا دون ضمير متكلم 
فأنا قد اعتدت منى انا على اننى انا لا اقول انا كثيرا 
عزمت على ان يتغير هذا . واظننى افلحت ... لفترة 
قبل ان يحدث لى شئ كنت انتظر حدوثه 
It finaly happened

ولم ينتهى ما انتظرته نهاية جيدة . فهو لم يبدأ بداية معقولة من الاساس

كان من المفترض عندما بدأت التدوين هنا وحدى قبل ان يشرفنى الصديق عبد الرحمن بالموافقة على الانضمام الى فى تحرير المدونة 
ان تكون مساحة للحديث عن انطباعاتى حول الموسيقى التى احبها وتلك التى لا احبها 
لاحظ اننى صرت اقول موسيقى التى اكرهها دون وعى . لقد تنبهت لذلك لتوى
الا انها تحولت - من قبلى انا على الاقل- الى مساحة للمزج بين الموسيقى وبين حياتى الخاصة لاحكى عن ذكرياتى المرتبطة باغنية ما او مطرب ما 
او عن احساس امر به تجسده اغنية
لم التزم بما اعتزمته منذ البدء اذن ولكن لا ضير فهى حياتى انا التى افشيها على كل حال
ومنذ بدأ ذلك التحول كثيرا ما اردت ان اكتب عن هذه الاغنية الا اننى لم اتمكن من ذلك 
فى كل مرة افتح صفحة المدونة البيضاء وابدأ فى الكتابة .. اكتب واكتب ثم اتوقف وقد فرغت منى طاقتى 
حاولت ذلك فى اطار امزجة متعددة وفشلت
فشلت فى ان انهى اى تدوينة من تلك التدوينات العديدة المتباينة التى كتبتها عن هذه الاغنية حتى صرت انا نفسى فى حيرة من امرى معها
اليوم طرق رأسى انى بحاجة لسفك روحى من جديد بالحديث عنها او لاقل محاولة الحديث عنها فانا لا ادرى ان كانت ارادتى ستخوننى كالعادة قبل ان انتهى.

يبدو هذا غريبا .. فالارادة وحب الحياة وازدرائها فى آن هم كتاب هذه الاغنية 
تخيل معى .. شخص يمر بالام مبرحة لمرض لا شفاء منه او لنقل جراء الامراض العديدة التى يجرها مرض لا شفاء منه واعنى الايدز
يجلس هذا الشخص ليكتب البوم كامل تقريبا من الاغنيات يضمنها كل افكاره حول نهاية الحياة ليجعل من هذا الالبوم رسالته الاخيرة الى الدنيا ..لا الى احد .. 
لا اظن انه كان يعنى مستمعيه ومعجبيه اصلا الا فى القليل
يجلس فى الفراش وحوله علب لا حصر لها لادوية يصعب حصرها وبينما تجتاحه هلوسات الحمى .. يستفيق قليلا ويتناول ورقة وقلما ويكتب.
.
When the outside temperature rises
And the meaning is oh so clear
One thousand and one yellow daffodils
Begin to dance in front of you - oh dear 

منذ الكلمات الاولى التى يكتبها فريدى يبدو الخلل.. الحرارة مرتفعة والمعنى واضح رغم هذا الوضوح تبدأ الاشياء فى الاهتزاز تبدأ الورود فى التراقص امام عينيك- آه يا مسكين

لا ليست الحرارة فى الخارج مرتفعة .. الحرارة داخلى هى المرتفعة . جهنم المستعرة داخلى تصهرنى حمم لا تتوقف عن الارتفاع فالانصباب بين جنبات اضلعى،  ونذر يسير منها يتسلل الى الخارج كى يشعركل منكم بتلك الحرارة اللاهبة

كعادته يطور جون ديكن عبر جيتاره نغمة بسيطة موجعة مكثفة محملة بكل الالم الذى يحتشد بكلمات فريدى 
نغمته تلك تفتتح الاغنية - كالعادة- كدقات ساعة .. مملة .. كئيبة .. ثقيلة ..تتكرر بلا انقطاع تعلوها طبقات وطبقات لكنها تظل حاضرة حضور الزمن الذى يتآكلنا ونتناساه 
لن امضى فى الحديث عن كلمات الاغنية من الاساس 
ففى تدوينات عديدة سابقة وجدتنى التفت الى الكلمات لثقة منى انى لا اجيد الحديث عن الموسيقى حقا 
كما اننى لن اتحدث ايضا عن المزيكا الخاصة بالاغنية 
يكفينى ان اذكرك ان تتنبه بينما تستمع اليها الى الاعيب الجيتار .. النغمات المقبضة السوداء الكئيبة التى تتضاد تماما مع الكلمات المرحة الساخرة 
لتتضافر هذه وتلك فى عكس تلك الحالة المقبضة من الوعى بالانحدار نحو الموت والانسحاب من حياة لا تستحق الا اننا جبلنا على التمسك بها 
افكر وانا استمع الان الى ما ومن اتمسك بهم 
هل يستحقون منى ذلك؟ 
انا اعى اننى انحدر نحو فقد قدرتى على الانتباه لنفسى والحرص عليها وهى قدرة لم اوتها سوى مؤخرا وما ان اوتيتها حتى فقدتها سريعا او لنقل ضحيت بها 

اقف الان منفرجة الساقين على جانبى الخط 
يمناى فى ارض الفردية والتمسك بحقى فى ان استقر وجدانيا  على الاقل ان لم اسعد ،ويسراى  فى الارض التى طالما وقفت فيها .. ارض لا انتبه فيها الى نفسى بمعزل عن الاخرين 

احسد فريدى على انه عاش حتى الثمالة 
لا ادرى ان كان قد عاش سعيدا ام لا . الا انه عاش كما قرر ان يعيش ومات باختياره فاختياراته هى التى قادت الى حتفه
لم يفرض عليه احد شئ
او ربما هل فرض الله عليه ان يحيا تلك الحياة التى قادت لحتفه ..لا اعرف 
ما اعرفه اننى لم اختر ما اشعر به الان 
وما اعرفه انى لا استحق ان انحل ببطء 
i'm raveling fast ..it's true

لكنى اعرف كذلك انى لدى من القوة ما جعلنى انتهى اخيرا من الكتابة 
وهذا يعنى ان لدى من القوة ما يعيننى على تجاوز تلك التجربة ما دمت قد اضطررت الى ذلك 
الا ان ثقتى باشياء كثيرة قد ولت الى غير رجعة 
وما يقلقنى لكن لا يخيفنى .. ان ثقتى بمحبة الله لى قد ولت مع ما قد ولى