الجمعة، 5 نوفمبر 2010

محمود الحسيني.. اللعب مع السيس

قبل عرض الفيلم المزعوم، تذاع مشاهد إعلانية من أفلام الموسم القادم تحت عنوان : قريييبا. كان ضمن هذا القريبا تريلر فيلم محترم إلا ربع، تتحمس السينما حين تذاع أغنية : أنا شارب تلاتة ستيلا، بعدها.. أفاجأ بأن الرقابة قد اعترضت على الأغنية وتم تغيير كلمات الأغنية ذائعة الصيت كي تتواءم مع الحس الرقابي المحافظ، وظهرت تصريحات للسيد محمد رجب يدافع فيها عن مشاهد أخرى من فيلمه الجديد
**
داخل مقهى في إحدى المدن المصرية الباسلة، كنت أستمع إلى نفس الأغنية من موبايل أحدهم، وفي المهرجان أجدها عنوانا كبيرة لفقرة موسيقية صاخبة، في التوكتوك، في المحلات، في الانترنت، في كل مكان يعلن محمود الحسيني موقفه واضحا وصريحا
ماذا فعل الحسيني؟
بدأ القصة بموال من مقام النهاوند قائلا

أنا شوفت واحد مهيس متيس مافيش رجا منه
دماغة بايظة ومراتة فايزة طالبة الطلاق منه
أصحابة صايعة وفلوسة ضايعة على المزاج والكيف
وعشان دايما مكيف بيمشى في الشتا مصيف وبيلبس تقيل في الصيف

هكذا أوضح الحسيني موضوعه، لكن الرقابة احتجت تحديدا على دعاويه المبتذلة في قوله :
أنا شارب تلاتة ستيلا ويجى 8 كمان أي دى
أنا راجل أوى مش قلة ولا يهمنى من دا ولا دى
**
يلعب المؤلف على وتر التهكم على أداء الشباب السيس في فخرهم واعتزازهم بأعمالهم البطولية المجيدة في شرب الستيلا والحشيش،
بعدها ينطلق الحسيني في الحديث بلسان السيس حين يشكون غدر الزمان وقلة مصادر الفخر، واضطرارهم إلى عمل دماغ قراقيش عشان مابقاش فيه حشيش، ثم يعود إلى الحديث بلسانه هو قائلا
خلاص ما بقاش فى بنى ورجع الأخضر وملا السوق
ودماغى ما بقتش تاكلنى ومش تعبان وأنا عايز أفوق
ما بقتش برص حجارة
ما بلفش أى سجارة
والوقت اللي أنا ضيعتة فى عمرى بقول عليه يا خسارة
**
لا يكتفي بهذا القدر بل يبدأ في توجيه نصائح أخلاقية واضحة:
ياللى أنت يوماتى دماغك لازم تظبطها بحجرين
ما تظبطها بكيلو كفتة وقرنين فلفل وخيارتين
اضربلك شوب لمون بلا برشام بلا أفيون
اضربلك شوب لمون بلا برشام بلا أفيون
أحسن بعدين هنقابلك ماشى فى الشارع مجنون
ثم
يا حشيش عملولك شفرة وكلة خلاص بقى فى التوهان
اه ياعينى على ورق البفرة وعلى الهواية وعلى السلوفان
ورجعنا نشيل الفلة .. وندور على الكرتلة
وياريت نفوق ونبطل خالص ونعيش من غير علة
أنا عامل دماغ كتاكيت وبخبط في العفريت
**
الذكاء الذي لعب به الحسيني في أغنيته أنه ربح صوت السيس والحشاشين وأصدقاء الستيلا، وفي نفس الوقت وضع نفسه في موقف المربي الفاضل، هذه اللعبة لم تقبلها الرقابة لإحساسها بأنه يتلاعب بها أيضا، فهذا الموقف المربك لا يجعلك تفهم هل هو ضد أم مع؟ من وجهة نظر الرقابة هو مع، لأنه لم يقل صراحة هبطل السجائر وأكون انسان جديد، بل رقص على السلم ليكسب الجميع.. عدا الرقابة
الأغنية في محتواها تهكم على أداء المدعين حين يستخدمون عبارات من نوعية: انا الزمان هدني، والمزاج بيذل صاحبه.. الحسيني يقول للمتكلفين، انتو هتعيشوا، طب انا هعلم عليكوا وفي نفس الوقت هتغنوا الأغنية. سأستهزأ بمن يظن نفسه: راجل قوي مش قلة، وأجعله يحسب أني أغني له حين أقول : أنا عامل دماغ قراقيش، عشان مابقاش فيه حشيش
**
اعترضت الرقابة من قبل على أغنية العبد والشيطان، حتى قيل أنها تتهكم على المعتقدات الدينية، وخرجت تأويلات رائـ(ـد/عـ)ـة ووجهت أسئلة صحافية إلى محمود الحسيني إن كان قد قرأ فاوست التي ترتبط بتيمة العبد والشيطان أم لا. للأسف قرأت هذا العنوان في إحدى الصحف ولا توجد مصادر للتوثيق على الانترنت، هكذا يحاول الحسيني إثارة الجدل بالتلاعب بالمستمع، أنت تظن أنه فاسد يغني للسكارى، لكنه ينصحك
**
جربت في يوم من الأيام أن أقف على مسرح أحد المغنين الشعبيين، احساس ممتع ومقلق، انت تعلم أن الناس لن يقفوا في صفك، حتى ان رقصوا على أنغامك، علاقة غريبة، أعيشها في حياة مختلفة.. لكل إنسان مسرحه الخاص
من يعلو المسرح يعلم أيضا جيدا أنه من الغباء أن ينتظر وفاء من تحت المسرح، قد يخسر بسبب غلاء سعره أو خفوت الأضواء من حوله، أظن أن النصر الحقيقي لمن فوق المسرح يتجلى في المذهب الحسيني حين يتلاعب بالجميع، يتهكم على عاداتهم في التحشيش وشرب الستيلا، ويظل محتفظا بادعاءاته كمربي فاضل ينصح السيس بأن يكفوا عن أدائهم المبتذل

الاثنين، 6 سبتمبر 2010

That sound

مازلت زاهدة تمام الزهد فى كتابة أى شئ 
..ولكن هذا الصوت 
اقواس الكمان التى تجترح الغضب والالم منى 
تدفعنى دفعا لان آتى هنا لاقول فقط انى احب هذه الاغنية التى لا تتقادم ابدا 

الجمعة، 23 يوليو 2010

السيّدة فيروز.. اكتمالٌ بعد الاكتمال



مشهد:
تحكي القصّة أنَّ فيروز، وهي على مسرحِها كانتْ تقف، بَدَتْ عليها إماراتُ توتّرٍ، سرعَانَ مَا بدأت تنسحب تدريجياً عندما بدأ زياد عَزْفَ لحنٍ على البيانو. لمّا أنهى زياد عزفه غدت ملامح فيروز رائقةً تماماً، تبسّمت.. تورّدت.. اتّسعت عيناها وبان فيهما لمعان.. وئيداً توجَّهَتْ نحوَ الصبيِّ.. تمهّلت في مشيتها.. نظر هو إليها.. أمسكت برأسه وهو جالسٌ ما زال أمام البيانو.. انحنت.. فقبّلت جبينه.. ثمَّ عادت!
لفتتها تساوي ألفَ عامٍ من التصفيق، فكم إذن تساوي قبلة منها على الجبهة؟
--
بعد أن أنجب ابنته نهاد في 21 نوفمبر 1935 بفترة وجيزة، انتقل وديع حدّاد وزوجته ليزا البستاني من قرية جبل الأرز الواقعة في قضاء الشوف بلبنان إلى حي زقاق البلاط في العاصمة بيروت. كبرت ابنته شيئًا فشيئًا إلى أن غدت صبيّة على أعتاب الثانية عشر من عمرها. لمّا لفت حسن صوتها نظر أقرانها في الحي فكّرت في المضي قدمًا، انضمت إلى الإذاعة اللبنانية لتغنّي في الكورس تحت قيادة موسيقي اسمه محمد فليفل. استرعت وهي في كورس محمد فليفل اهتمام مدير الإذاعة اللبنانية في هذا الوقت حليم الرومي.
كلنا مدينون لحليم الرومي، بالطبع ليس لأنه أنجب لنا ماجدة، ولكن لأنه كان أول من سمع الفتاة الصغيرة نهاد وديع حدّاد، وتنبأ لها بمستقبل باهر في الغناء ودعمها. اكتشفها في العام 1950 ومنحها فرصة الغناء في الإذاعة، لحّن لها بضعة أغنيات، ولم يرتح لاسم نهاد حدّاد فدعاها بـ"فيروز". ولعلّه لم يكن يعي تمامًا أنه اختار الاسم الذي سيولع به الملايين.
بعد عامين التقت الفتاة بمنصور وعاصي رحباني، الشقيقان اللذان يحملان مشروعًا موسيقيًا إنسانيًا متكاملاً، تعرفت السيّدة فيروز على الأخوين رحباني. وكانت "حبذا يا غروب" هي باكورة التعاون بين السيّدة فيروز والرحابنة، التعاون الذي أحدث ثورة في الموسيقى العربية، فالأغنيات كانت قصيرة المدّة، تمتزج الموسيقى فيها بين الأنماط الغربية الكلاسيكية أو الجاز وبين الألوان التقليدية للغناء في لبنان مثل العتابا والميجنا.

عام 1955 تزوّجت السيّدة فيروز إلى عاصي، بعدها بعامٍ أنجبت زيادًا، ثم هالي (مُقعد) 1958، وبعدهما ليال (1960 – 1988)، وأخيرًا المصوّرة ريما (1965). وعام 1955 أيضًا، غنّت السيّدة فيروز "عتاب" التي كتبها ولحنها الأخوان رحباني. عندما عاتبت السيّدة فيروز حبيبها، كان القطار قد بدأ رحلته التي لن تنتهي.

معجزة اكتمال المشروع
صوت فيروز معجزة ولكن معجزة فيروز أكبر من صوتها. معجزة فيروز في اكتمال مشروعها ثم اكتماله بعد الاكتمال. معجزة فيروز في أنها عرفت أن صوتها معجزة فصنعت به معجزات موازية. معجزة السيّدة فيروز أنها غنّت بصوتها الذي ليس كمثله أغنيات ليس كمثلها.
خرجت السيّدة فيروز بالأغنية العربية إلى نطاقاتٍ أكثر اتساعًا، موسيقيًا هناك من يربط بين السيّدة فيروز والرحابنة بشكلٍ زائدٍ عن الحد مضخمًّا من حجم تأثير الشقيقين على المشروع. الرحبانة كمًا أكثر من قدّم أغنيات لفيروز ولكن تأثيرهم الكيفي على مشروعها أقل مما قدّموه. بعد أن تجاوزت السيّدة فيروز بداياتها والتي سطرها الرحابنة بامتياز سارت بتوازٍ على حبلٍ بينهم وبين فليمون وهبة. يقدّم لها عاصي ومنصور الألحان الحريرية الرحبة المخملية المُنسابة مثل "يا حنيّنة" ونحن والقمر جيران" و"نحن الهوا جرحنا"، ويعطيها فليمون بعضًا من ثِقلٍ ورصانة واتزّان و"يشرّق" بها عندما تغنّي "يا ريت" أو "يا مرسال المراسيل" أو "طلع لي البكي". فيتوازن مشروعها الذي سيبدو أكثر جنوحًا للغرب لو تُرك للرحابنة فقط.

يا ريت منن.. السيّدة فيروز.. فليمون وهبة


انطلقت السيّدة فيروز بعيدًا عن مصر، واكتملت بعيدًا عن مصر، ولكنّها قطفت من مصر زهورًا ومنحتها في المقابل من عطرها الذي لا مثيل له. عام 1961 تحققت أمنية محمد عبد الوهاب بأن يلحّن لها أغنية فكانت "سهار بعد سهار"، وفي عام 1967 لحّن لها "سكن الليل". ضمّنت الأغنيتان في شريط مع أغنيتين أخرتين غنتهما سابقًا لعبد الوهاب من أغنياته، "يا جارة الوادي" و"خايف أقول اللي في قلبي".
ومرّت خمسينات الرحابنة وستينات التوازن لتأتي بصمة مغايرة في السبعينات. والحكاية كلها في مرض عاصي عام 1973، ومرض عاصي ودخوله المستشفى وضع منصورًا في ورطةٍ إذ أن هناك مسرحيةٌ اسمها "المحطّة" لا بد أن تكتمل وأغانٍ يجب أن تُلحّن. وجاء زياد الذي ظهر للمرة الأولى منذ عامٍ بشريطٍ غنائي ليلحّن لأمّه وهو ابن السابعة عشر، وطَلَع علينا الزّياد بـ"سألوني الناس"، فنالت استحسان السيّدة فيروز، فغنّتها فاستكمل المشروع اكتماله.

بيذكّر بالخريف.. السيّدة فيروز.. زياد الرحباني



أنهت السيّدة فيروز كلَّ الموسيقى، أتت على التراث الغنائي اللبناني فغنّت مووايل العتابا والميجنا وأغنيات الأعراس التقليدية، غنّت الموشحّات والشعر القديم بادءةً بعنترة بن شدّاد، وامتزجت أحيانًا مع التانجو، ونهلت من بحر سيّد الموسيقى العربية الشيخ سيّد درويش البحر، وهي الآن تعلم العرب كيف يقدمون موسيقى الجاز، مع زياد الرحباني.

سيّدة التفاصيل
نقلت السيّدة فيروز الغناء العربي إلى فضاءات أوسع. ليس فقط لأنها تنوّعت في الموسيقى ولم تخش أيًا من أنماطها. ولكنّها تميزت في اختياراتها الشعرية فغنّت كما لم يغنّ أحد.
فالوطن عند فيروز ليس قواعدًا للمجد يبنيها أيًا من كان وحده، والأغنية الوطنية ليست دائمًا مناسبةً لمدح قيمة مطلقة اسمها الوطن وهجاء شبح افتراضي اسمه العدو، الوطن عند فيروز "قهوة عَ المفرق" كانت تلتقي فيها مع من تحب ثم "جيت لقيت فيها عشاق اتنين صغار قعدوا على مقاعدنا سرقوا منّا المشوار"، هي وحبيبها كبرا والعاشقان الصغيران أتيا مكانهما وتمر الأيام و"تخلص الدني وما في غيرك يا وطني بتضلك طفل صغيّر". الوطن لدى السيّدة فيروز ناس نعرفهم وأماكن نحبها، تنتقل من القيمة المطلقة الافتراضية إلى الأشياء الملموسة التي نعرفها ونراها كل يوم والتفاصيل التي نحبها.
فلسطين عند السيّدة فيروز في أوقاتٍ "غضبٌ ساطع آتٍ" ولكنها في أوقاتٍ أخرى مزهرية هي ما تبقّت لها من فلسطين، أو "جسرًا خشبيًا يسبح فوق النّهر.. ضحك الفجر وحيّا وصحت قمم الزهر". هي هنا تغنّي للجسر الرابط بين الأردن والضفة الغربية، والذي يمر من خلاله العائدون إلى أرضهم. هي تغنّي لمَعْلَمٍ يعرفه الفلسطينيون فيتذكرونه وهم يمرّون، كما تذكّر الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي الأغنية وهو عائدٌ إلى رام الله بعد ثلاثين عامًا. تذكّر وهو عائدٌ وكتب ما تذكّره في "رأيت رام الله".

السيّدة فيروز.. يا جسرًا خشبيًا



وكما أن الوطن عند السيّدة فيروز أشياء نعرفها ونراها ونحبها لا مجموعة من القيم المطلقة، فإن حكايات الحب أيضًا تصاغ بشكلٍ مختلف. فعندما تشعر ببعدِ من تحب لا تلومه بعبارات كـ"يا ظالمني" أو "قلبي من رضاك محروم"، ولكنّها تحدّثه عن فستانها الجديد الذي فصّلته خصيصًا من أجله ولكنه لم يهتم رغم أن "ما ضل فيه إنسان إلا وقف.. واتأمله.. وقال لي حلو.. ولو شفت كيف اتعجبّوا الجيران.. بالخصر.. بالزنار.. بالألوان.. لكن أنا شو همّني الجيران.. شو همني صحابي.. ومين ما كان.. بدّي الحلو بس الحلو يقللي حلو مبروك هالفستان"، قبل أن تسائله بمرارةٍ عن أسباب اعتنائها بهذا الفستان "لمين هالفتسان فصّلته؟ للناس؟ للجيران؟ للقمر السهران؟ غلطان!".

الفستان.. السيّدة فيروز



عندما تحب، فإنها لا تقول فقط إنها تحب، أو أن أيامها غدت أحلى أو أجمل أو أن الحبيب عوّضها عمّا فاتها، فالحب كالوطن والحب والوطن كلاهما ليسا قيمًا مطلقة، وكما أن الوطن أماكن نعرفها وقصص نعيشها فتستغرقنا فإن الحب تجربة فيها ما فيها من مواقف وحكايات جديرة بأن يعبّر عنها غناءَنا. فهي تتجاوز مثلاً عن حقيقة أنها تحبه لتذكّره بما هو أكثر أهمية "فايق عليي وقت اللي كنّا بهاك العليّة؟ كنّا نلعب بالقناطر وقت الصيفية"! الحب ليس مجرّد امتداح عيون المحبوب وشعره وسماره أو بياضه، التجربة قصّة بها تفاصيل أكثر عمقًا لتغنّى.
وهنا الإعجاز لدى السيّدة فيروز.. وهنا الاكتمال.. هنا العجز المطلق عن الكتابة لأن وصف الكمال أمر محفوف بالمخاطر وهنا الولع بالكتابة لأن في الحكي عن الكمال إشباع لشهوة.. صمت أنسي الحاج كثيرًا قبل أن يبدأ الكتابة عنها ولكنّه بعد المرّة الأولى ظل يكتب "إن سعادتي هي أن لا أعرف غير أشخاص يحبون هذا الصوت كما أحبه، وأن يزداد عددهم كل يوم. فليس مجدي فقط أنني أعيش في عصر فيروز، بل المجد كله أنني من شعبها. لا وطن لي غير صوتها، لا أهل غير شعبها، ولا شمس غير قمر غنائها في قلبي".

الخميس، 27 مايو 2010

It finaly happened



انا لا انتظر الكثير 
سعيدة جدا اننى بدأت فى استخدام كلمة انا كثيرا .. فالمعتاد فيما يتعلق بالجملة الواردة اعلاه ان اكتبها " لا انتظر الكثير" هكذا دون ضمير متكلم 
فأنا قد اعتدت منى انا على اننى انا لا اقول انا كثيرا 
عزمت على ان يتغير هذا . واظننى افلحت ... لفترة 
قبل ان يحدث لى شئ كنت انتظر حدوثه 
It finaly happened

ولم ينتهى ما انتظرته نهاية جيدة . فهو لم يبدأ بداية معقولة من الاساس

كان من المفترض عندما بدأت التدوين هنا وحدى قبل ان يشرفنى الصديق عبد الرحمن بالموافقة على الانضمام الى فى تحرير المدونة 
ان تكون مساحة للحديث عن انطباعاتى حول الموسيقى التى احبها وتلك التى لا احبها 
لاحظ اننى صرت اقول موسيقى التى اكرهها دون وعى . لقد تنبهت لذلك لتوى
الا انها تحولت - من قبلى انا على الاقل- الى مساحة للمزج بين الموسيقى وبين حياتى الخاصة لاحكى عن ذكرياتى المرتبطة باغنية ما او مطرب ما 
او عن احساس امر به تجسده اغنية
لم التزم بما اعتزمته منذ البدء اذن ولكن لا ضير فهى حياتى انا التى افشيها على كل حال
ومنذ بدأ ذلك التحول كثيرا ما اردت ان اكتب عن هذه الاغنية الا اننى لم اتمكن من ذلك 
فى كل مرة افتح صفحة المدونة البيضاء وابدأ فى الكتابة .. اكتب واكتب ثم اتوقف وقد فرغت منى طاقتى 
حاولت ذلك فى اطار امزجة متعددة وفشلت
فشلت فى ان انهى اى تدوينة من تلك التدوينات العديدة المتباينة التى كتبتها عن هذه الاغنية حتى صرت انا نفسى فى حيرة من امرى معها
اليوم طرق رأسى انى بحاجة لسفك روحى من جديد بالحديث عنها او لاقل محاولة الحديث عنها فانا لا ادرى ان كانت ارادتى ستخوننى كالعادة قبل ان انتهى.

يبدو هذا غريبا .. فالارادة وحب الحياة وازدرائها فى آن هم كتاب هذه الاغنية 
تخيل معى .. شخص يمر بالام مبرحة لمرض لا شفاء منه او لنقل جراء الامراض العديدة التى يجرها مرض لا شفاء منه واعنى الايدز
يجلس هذا الشخص ليكتب البوم كامل تقريبا من الاغنيات يضمنها كل افكاره حول نهاية الحياة ليجعل من هذا الالبوم رسالته الاخيرة الى الدنيا ..لا الى احد .. 
لا اظن انه كان يعنى مستمعيه ومعجبيه اصلا الا فى القليل
يجلس فى الفراش وحوله علب لا حصر لها لادوية يصعب حصرها وبينما تجتاحه هلوسات الحمى .. يستفيق قليلا ويتناول ورقة وقلما ويكتب.
.
When the outside temperature rises
And the meaning is oh so clear
One thousand and one yellow daffodils
Begin to dance in front of you - oh dear 

منذ الكلمات الاولى التى يكتبها فريدى يبدو الخلل.. الحرارة مرتفعة والمعنى واضح رغم هذا الوضوح تبدأ الاشياء فى الاهتزاز تبدأ الورود فى التراقص امام عينيك- آه يا مسكين

لا ليست الحرارة فى الخارج مرتفعة .. الحرارة داخلى هى المرتفعة . جهنم المستعرة داخلى تصهرنى حمم لا تتوقف عن الارتفاع فالانصباب بين جنبات اضلعى،  ونذر يسير منها يتسلل الى الخارج كى يشعركل منكم بتلك الحرارة اللاهبة

كعادته يطور جون ديكن عبر جيتاره نغمة بسيطة موجعة مكثفة محملة بكل الالم الذى يحتشد بكلمات فريدى 
نغمته تلك تفتتح الاغنية - كالعادة- كدقات ساعة .. مملة .. كئيبة .. ثقيلة ..تتكرر بلا انقطاع تعلوها طبقات وطبقات لكنها تظل حاضرة حضور الزمن الذى يتآكلنا ونتناساه 
لن امضى فى الحديث عن كلمات الاغنية من الاساس 
ففى تدوينات عديدة سابقة وجدتنى التفت الى الكلمات لثقة منى انى لا اجيد الحديث عن الموسيقى حقا 
كما اننى لن اتحدث ايضا عن المزيكا الخاصة بالاغنية 
يكفينى ان اذكرك ان تتنبه بينما تستمع اليها الى الاعيب الجيتار .. النغمات المقبضة السوداء الكئيبة التى تتضاد تماما مع الكلمات المرحة الساخرة 
لتتضافر هذه وتلك فى عكس تلك الحالة المقبضة من الوعى بالانحدار نحو الموت والانسحاب من حياة لا تستحق الا اننا جبلنا على التمسك بها 
افكر وانا استمع الان الى ما ومن اتمسك بهم 
هل يستحقون منى ذلك؟ 
انا اعى اننى انحدر نحو فقد قدرتى على الانتباه لنفسى والحرص عليها وهى قدرة لم اوتها سوى مؤخرا وما ان اوتيتها حتى فقدتها سريعا او لنقل ضحيت بها 

اقف الان منفرجة الساقين على جانبى الخط 
يمناى فى ارض الفردية والتمسك بحقى فى ان استقر وجدانيا  على الاقل ان لم اسعد ،ويسراى  فى الارض التى طالما وقفت فيها .. ارض لا انتبه فيها الى نفسى بمعزل عن الاخرين 

احسد فريدى على انه عاش حتى الثمالة 
لا ادرى ان كان قد عاش سعيدا ام لا . الا انه عاش كما قرر ان يعيش ومات باختياره فاختياراته هى التى قادت الى حتفه
لم يفرض عليه احد شئ
او ربما هل فرض الله عليه ان يحيا تلك الحياة التى قادت لحتفه ..لا اعرف 
ما اعرفه اننى لم اختر ما اشعر به الان 
وما اعرفه انى لا استحق ان انحل ببطء 
i'm raveling fast ..it's true

لكنى اعرف كذلك انى لدى من القوة ما جعلنى انتهى اخيرا من الكتابة 
وهذا يعنى ان لدى من القوة ما يعيننى على تجاوز تلك التجربة ما دمت قد اضطررت الى ذلك 
الا ان ثقتى باشياء كثيرة قد ولت الى غير رجعة 
وما يقلقنى لكن لا يخيفنى .. ان ثقتى بمحبة الله لى قد ولت مع ما قد ولى    

الأحد، 25 أبريل 2010

تعالي نخلي الحلم حقيقة

والله جامدين جدا
الواحد اتعود على المنشدين ياخدو من ام كلثوم وغيرها
انما الأغنية دي مرتبطة معايا بناس مسخرة، فمش قادر اصدقهم
فرقة انشاد لبنانية أخدت أغنية وحشتني لسعاد محمد اللي اتعرفت لأبناء جيلي في التسعينات من خالد الذكر/ خالد عجاج

وانا بتابع الكليب حسيت في لحظة انه المنشد هيرقص
غرامي.. غرامي .. غرااااامي
بالذات لما أفتكرت مزمار الصعيد وهو بيغنيها وسط العربان، والحشاشين
من الصعب نسيانه لأنه علِّم على الأغنية
أعمال أخرى : عاللي جرى - إمتى الزمان يسمح يا جميل، والبقية تأتي

الاثنين، 29 مارس 2010

عصافير سكرانة

يستحق وديع الصافي أن يكتب عنه أفضل من الجلوس السريع امام الشاشة للتعليق على أحد موالاته، فهناك الكثير للتحدث عنه. علاقته بمحمد عبدالوهاب، وزياراته إلى مصر، وجنسياته المتعددة، وعمره المديد الذي حوله اليوم إلى أشهر المعمرين في الفن العربي
**
موال مشي معي، أبهرني حين استمعت إليه في المرة الأولى، المفاجأة كانت في الدقيقة 1:33 من هذا الكليب الذي أعددته قبل أكثر من عام، أما المفاجأة الثانية فكانت في الدقيقة 2:. اليوم صباحا لفت نظري تعليق عن أن هذه الحركات البهلوانية التي مارسها وديع الصافي وأبهرتني استغرقت منه ستة عشرة ثانية كاملة
**
إن أكملت حديثي هنا فمن المؤكد أنني سأظلم السيد وديع الصافي، لذا لنتحدث عن ما لفت نظري بعيدا عن الامكانات الصوتية الواضحة . كلمات الموال رائعة.. دفعتني في أحد التعليقات إلى اتهام مؤلفها بأنه... حشاش
مش معي وصلنا على التلة
الكون كله نغمره بطله
ومين بيقول السما بعيدة
بمد إيدي بطالها بإيدي
ولو كان بدي علجبل علي
طلي معي شوفي دني جديدة
عصافير سكرانة
وزايغة عالنور
وهيصات وغناني
مع دخنة التنور
ونايات ولهانة
صحيت مع الرعيان
متحسبة صوت الصدى الهربان
وديان عم تركض ورا وديان
الله يديمك أرز يا لبنان

**
لم أجد في الكلمات سوى صورة سكران يرافق محبوبته.. أو ربما يظن أنها معه، يخاطبها واصفا لها الطبيعة اللبنانية من حوله، لكنه في الواقع يعلن على تلك الطبيعة علاقته بمحبوبته
يعرض كل شيء ببساطة، بإمكانه أن يوصل يده إلى السماء، وأن يفاخر الجبال طولا، كسر كل وصايا لقمان لولده.. حتى العصافير تحولت إلى ندماء يشاركونه السكر والضلال عن الطريق، يستعير صورة التنور ودخانه الشهير أثناء الطهي بدلا من أن يأتي بدخان سجائر أو حشيش، يصر على الاستمرار في ابداع الخيالات والضلالات حتى يقول : وديان عم تركض ورا وديان.. الله يديمك أرز يا لبنان
**
بين المستهزيء والمؤتلف مع ما حوله كان هذا الموال السعيد
من مقام البياتي

الجمعة، 5 مارس 2010

That sheer simplicity is all I want

عارف نفسى فى ايه ؟
-ايه ؟
-نفسى انام واصحى فى جنينة ، مش عند البحر ، مش على الرملة فى جنينة جنينة .. اصل الطينة حنينة قوى
- :)
- مش بهزر نفسى فكدة فعلا
- عارف
 
مش فاكرة اذا كان الحوار كان ماشى كدة بس هو يعنى كان شبه كدة
 
نمت وصحوت ، ومن يومها وانا انام واصحو لا تفارقنى الامنية ولا تفارقنى الاغنية
If I lay here
If I just lay here
Would you lie with me and just forget the world

لا احب الكلام الكبير ، لا اتعمد ان اكتبه
ولا ابحث عنه ولا اهتم به ، احيانا ما اقول كلاما كبيرا كما تدعوه صديقة ، تتضايق هى منى حينها لكنها لا تدرك انى فعلا لا اتعمد ذلك ، تعرفنى منذ ما يقرب من ستة عشر عاما ، لكنها مازالت لا تصدق انى منذ عرفتها " عندما كنت فى الحادية عشرة " وحتى الان ، لم اتعمد يوما ان يكون كلامى كبيرا كما تقول
احب البساطة المتناهية فى كل شئ
فى ملبسى
فى طعامى
فى تصرفاتى التى لا احب ان تكون متعمدة او متكلفة ولا اطيق نفسى حين اضطر للتكلف واكره كل شخص وكل مكان يدفعنى لهذا التكلف
فى كلامى الذى يتساقط من فمى
او من اصابعى على الكيبورد دون وعى 

فلماذا يندهش البعض او يسخر حينما تكون احلامى بذات البساطة او السذاجة
 
وحده لم يسخر منى حين قلت انى اريد ان انام واصحو فى جنينة ،بل اخذ يعرض على حلولا قد تكفل لى تحقيق امنيتى ، الا ان التكلف متمثلا فى خشية التعليقات السمجة والسخافات اللانهائية فى مجتمع لا يعرف ان يترك كل فرد وشأنه جعلت من كل حلوله صادقة النية غير ذات جدوى.
Forget what we were told
Before we get too old
العيب والخطأ والحرام

ما العيب فى ان افترش الارض والتحف الهواء وسقفى السما؟
ما الخطأ والحرام فى ذلك؟!!! ، اى ضرر يطال غيرى منى اذا ما فعلت؟!!!، لماذا اخشى تحقيق امنيتى البسيطة التى ستمنحنى كثير من راحة وسلام انا بحاجة اليهم؟!!! ، الاجابة انه بسبب من
What was I told

اريد ان اتناسى ما قيل لي اريد ان اكون قادرة على تناسيه ، اريد فقط تلك البساطة المتناهية ان اقول وافعل ما اريد ان اقول وافعل دون ان يفسره احد كما يريد ، لا ليس هذا ما اريده ، اريد ان اقول وافعل ما اريد ان اقول وافعل دون ان اهتم بكيفية رؤية الآخرين له ، كنت كذلك دوما ، الا ان ما جرى جعلنى افزع جعلنى اخشى ان اكون نفسى

i want to forget what i was told before i get too old  

تماما كهذه الاغنية ،التى تغنى حلمى البسيط ، لكنى لا اريد حبيبا معى ، فى الواقع اعرف اننى لن اجد شخصا مجنونا بما يكفى " بسيطا بما يكفى " كى يحلم ذات الحلم الساذج او يكون مستعدا لمشاركتى اياه 
لهذا لا انتظره ولا اتوقعه

الموسيقى فى الاغنية حنونة ، حتى الجيتار الكهربائى القاسى والموحش يبدو هنا حنونا لا يدعى العمق ولا الفذلكة الزائدة ، بالنسبة لى الجيتار الكهربائى فيلسوف يمارس العاب موسيقية عقلية لا ينتهى منها ، يبدو هذا فى كل الاغانى التى افضلها للفرق التى احبها ككوين مثلا ، الا انه فى اغنية قافلة الثلج هنا لا يدعى عمقا بل يتماشى فى بساطته مع بساطة الحلم بساطة التيشيرت الاخضر والجينز الازرق والاستلقاء على الارض تحت المطر وامنية بسيطة ان يرقدا هناك وينسيا كل شئ عن العالم.
We’ll do it all, every thing on our own
We don’t need any thing or any one

I want to do it all, every thing , on my own  
I don’t want to need anything or anyone



---------------------------------------------------
الكلمات باللون الاحمر من الاغنية - اشكر الصديق الاعز حسين الحاج الذى ارسل لى الاغنية ولم اكن قد سمعتها قبلا


الثلاثاء، 9 فبراير 2010

Longing for that other me

اول يوم العيد
الساعة تمنية الصبح 
فستانى الاصفر  وفيونكاته السمرا
ضفيرتينى المغسولين
خاتم جديد فى ايدى 
والبمب اللى جبته من غير ماما تشوفنى 
قاعدة جنب تيتة 
و بتفرج على الاغنية