الأحد، 16 سبتمبر 2018

رشيد طه.. أراد كل شئ فأصبح كل شئ

يحفظ أشعارا قديمة، يتحدث في السيرة النبوية، صوفي، أفريقي، عربي، عربيد.. يصف المغني الراحل رشيد طه نفسه بأمور عدة في أقل من 10 دقائق، كما بدا في دردشة إذاعية قصيرة. وهكذا اختار مشواره الغنائي متنوعا ومركبا من مكونات عديدة.

في البدء كان الاختيار واضحا، لن يتقوقع داخل موسيقى عالم المهاجرين العرب في فرنسا، ولن يتبنى السائد حوله من موسيقى عصرية يخفي بها هويته، لكنه اختار مزيجا غير مألوف من موسيقى الروك والموسيقى الجزائرية (الراي، الشعبي). فالطفل الذي ولد عام 1958 بمدينة سيق غرب الجزائر ثم انتقل في سن العاشرة إلى الإلزاس بفرنسا عاش مكافحا، ولم ينس من هم على هذه الشاكلة أو كما قال في الدردشة السابقة "أحب الماضي.. وأحب الحاضر".
في الفترة الأولى من حياته الغنائية، شارك في تأسيس فرقة carte de séjour أو (بطاقة إقامة) عام 1980، مع مجموعة من الشباب المغاربي يغنون الروك على النمط الأمريكي والبريطاني، لكنهم في الوقت ذاته يقدمون ألحانا جزائرية يغلفونها بأنغام عصرية، وهنا ينجح رشيد طه في إتاحة مجال حركة واسع لنفسه في عالم الغناء.
أغنيتان من عام واحد تكشفان كيف سار الأمر مع المغني الشاب آنذاك، وهما نموذجان لرافدين لن يتخلا عنهما رشيد طه، موسيقى الروك والموسيقى الجزائرية. في الأغنية الأولى zamana من العام 1984 يقدم رشيد طه المغني بفرقة كارت دي سيجور، لحنا وكلمات مغاربية تقليدية، ومع انطلاق اللحن، يضاف إليه إيقاع الروك مع الجيتار الصاخب، أما في الأغنية الأخرى يقدم أغنية "حبيبي" بكلمات عربية عن معاناة شاب في ظروف الغربة والفقر، أما اللحن فلا يبرز فيه الملمح العربي سوى في وجود خجول للطبلة (الدربكة).

لم يكن رشيد طه في تلك المرحلة يشدو دون وعي بأنه يعبر عن فئات واسعة تشبه ويشبهونه، في تلك الفترة التي بدأت فيها فرقة "كارت دي سيجور" مشوارها، برزت مطالبات من ذوي الأصول المغاربية بوضع حد للعنصرية في فرنسا، ولم يكن رشيد وزملائه بعيدين عن المسيرة الشهيرة التي طالبت بالعدالة ورفض العنصرية عام 1983، واستجاب لها الرئيس الفرنسي ميتران آنذاك، لذا كانت كلمات رشيد طه مبكرا للتعبير عن هذا الجانب من شخصيته. ومنذ البداية حتى وفاته ظل يجاهر بانتقاد العنصرية داخل فرنسا، بل فتح النار على الإعلام الفرنسي متهما إياه بتجاهل ألبومه zoom في العام 2013، مشيرا إلى ما يجده من ود في الخارج حين يتعاملون معه كفنان عالمي وليس كعربي، مثلما يحدث في فرنسا.
مع بداية عقد التسعينات يبدأ رشيد طه مشواره منفردا وليس كمغن في فريق غنائي، وإلى جانب مواصلة المزج بين القوالب الغنائية المتعددة، يعرض قالبا موسيقيا خالصا، كما فعل في أغنية يارايح التي أكسبته مزيدا من الشهرة في العالم العربي، وهي لمطرب أقدم هو دحمان الحراشي، التي قدمها رشيد بإيقاع عربي خالص، كأغنية ملائمة لما يعتنقه من أفكار عن الهجرة والحنين، ولعل تجربته مع الشاب خالد والشاب فاضل في ألبوم 1,2,3 Soleils كانت الأكثر ثراء في تقديم أغان جزائرية خالصة، مثل "عبدالقادر" و"المنفي".
يتلاعب رشيد بما لديه من موروث، ففي الثمانينات يصنع مع فريقه السابق أغنية باسم الشيخة ريميتي الجزائرية بعنوان Remitti، وبعدها بأكثر من 20 سنة تظهر أم كلثوم في أغنية ZOOM SUR OUM. فإلى جانب تقديم القوالب الغنائية الخالصة، يقدم أعمالا يشير فيها إلى جذوره بشكل غير مباشر وبشكل مغاير.

على مدار أكثر من 35 سنة قضاها في مجال الغناء، لم تتغير قناعاته أو تتبدل في انكسارات حادة، فرشيد طه في 2018 امتداد حقيقي لما أنجزه منذ الثمانينات، لم يكن ذلك فقرا غنائيا بقدر ما كان ذكاء حين قرر مبكرا فتح كل الأبواب كي يتيح لنفسه مجال حركة واسع في الغناء.
هذا المسار الذي اختاره منذ البداية، لم يصنع تشتيتا أو ضبابية، فقد كانت الأولوية واضحة أمامه مثلما أكد في مقابلة إذاعية أخرى تحدث فيها بوضوح عن أنه أقرب إلى الروك من الراي، وفي هذا التصريح يبدو متصالحا مع مشواره الذي حاول فيه صنع "الروك العربي"، الأمر الذي دفع مجلة رولنج ستون تضع عنوانا بعد رحيله ينعي نجم "الراي والروك" المثير للمتاعب.

توغله في موسيقى الروك دفعه أيضا إلى إحياء أعمال سابقة مثل أغنية "روك القصبة" لفريق clash الإنجليزي، وإعادة غناء Now Or Never لملك الروك أند رول ألفيس بريسلي. فرشيد لا يتخلى عن عالم الروك، كما لم يتخلى عن الموسيقى الجزائرية.
الشاب الذي بدأ حياته عاملا في مصنع يغمره المهاجرون، وينخرط ليلا في لعب الأغاني DJ بالملاهي الليلية، انفتح على أنواع مختلفة من الموسيقى، وكلما مر الوقت ازداد نضجا وقوة في إيصال رسائله، "ما ننساش العبودية.. والعنصرية" هكذا يغني في العام 2013 الذي اشتكى فيه من تجاهل الإعلام، ويقول في حوار صحفي إن "الحكومات الفرنسية المتعاقبة لم تقم بشيء ولم تحسن من وضع المهاجرين وأبنائهم، ما أدى إلى ظهور نوع من العنف والتطرف في الأحياء الشعبية".
هذا الموقف الدفاعي ضد العنصرية والتغول اليميني الفرنسي، لم يمنعه من انتقاد ما يراه من سلبيات في الجانب العربي، ففي عام 1997 يغني أغنية بعنوان زبيدة تناقش ما تتعرض له الفتاة العربية من انتهاك لحقوقها، ويكرر الأمر ذاته في العام 2013 مع أغنية بعنوان جميلة، عن فتاة تم إجبارها على الزواج دون أخذ رأيها، وانتهت قصتها بالانتحار.

في الألبوم الأخير zoom تطورت التجارب التي مر بها رشيد طه إلى مجموعة من الأسئلة، في أغنية "وإيش نعمل؟". تبدو الأسئلة بسيطة وساذجة "هل أنا عربي؟ هل أنا أوروبي؟ هل أنا هندي؟ هل أنا أسود؟ وإيش نعمل؟ .. قلبي دايما صافي". رحل رشيد طه، بعد أن أراد أن يكون كل شيء، نجم روك، مغني عربي، صوفي، عربيد.. يتساءل كيف يرونه؟ عربي.. أوروبي؟ أم ماذا؟ قلبه الذي تحمل مشوارا صاخبا، توقف عن العمل في ليل الثلاثاء 12 سبتمبر 2018 قبل أيام من بلوغه الستين، بعد أن نجح في خوض تجارب متنوعة وعبَّر عما بداخله دون خوف.

الجمعة، 19 أكتوبر 2012

صلاة



دقة فالثانية.. تك تك دوم تك دوم دوم دوم تك دوم تك تك
ينهمر الشلال، يتسلل نذر من الايقاع فيبدأ في خلخلة صرامة الجسد المتماسك ، يتملكه،،  يندفع فيه  فتكتشف الأطراف أسرارا جديدة عن نفسها
تتعرف الى بعضها البعض بينما تغمرها الدقات وتدخل معها في حوار طويل، تستكشف فيه ما بينها من روابط خفية، تنفجر الحرارة من الجسد لا تعرف كيف كان يحتويها
يلتصق الشعر بالوجه .. بالعنق، تدور الرأس في تهويم لذيذ
تنفرط الصرامة

وينخرط الجسد في صلاة للحياة 




للأستاذ جمال القصاص

الأربعاء، 3 أكتوبر 2012

في دايرة الرحلة - رسالة أخيرة

لا أذكر آخر مرة كتبت فيها هنا، ولا أريد أن أعود لأتأكد
سأعرف بعد الانتهاء من هذا البوست

هجرت المدونة ضمن أشياء كثيرة هجرتها، ما أعرفه عن الفترة التي ابتعدت فيها أنى كنت غارقة في عدم الرضا، كنت (ولازلت) أشعر أني لم أكتمل بعد، وينقصني الكثير، 
كان يصعب علي ( ومازال) أن أتعرف على ما يخفي عنِّي منِّي داخل نفسي.
كنت هنا قبل الثورة، هذا أكيد
بعد الثورة هجرت موسيقاي، هجرت إرادة المسالمة والتسليم، أردت هذا كثيرا قبلها لكني ظننت دومًا أنى أضعف من أن أُقدم عليه.
لم يحن بعد وقت الحديث عما كان خلال العامين المنقضيين
لكنى أعرف أنى الآن لم يعد حذائي أكبر مني،،، بل صرت ملائمة تماما له.
أنا الآن ناضجة، أرتكب أخطاء الناضجين بسذاجة غير العارفين، لكنى أتعلم 

أعود اليوم وقد عدت إلى طرف من موسيقاي القديمة 
كنت أعبث على يوتيوب محاولة إيجاد مزاج ملائم لسهرة مشحونة ومرهقة تمتد حتى مساء الغد 
استعدت الكثير من أغنيات التسعينات التي استمعت إلى بعضها ربما لمرة واحدة، ولم تبد نوستالجيا من النوع الملائم، لكنى وأنا أبحث  قفزت في ذهني أغنية أحبها لايفانيسنس ،، أنا احب آمي لي، ربما اكتب عنها ذات مرة ، أنا أحب صوت البنت وموسيقاها ،، استمعت إلى الأغنية، وفي القائمة الجانبية وجدت أغنية أخرى من الألبوم ذاته كنت أحبها (لا أعرف ان كنت ما زلت أحبها فقد تغير ذوقي الموسيقي بشكل دراماتيكي خلال العامين الماضيين) استمعت إلى الأغنية ووجدتها تنطبق عليك تماما.

أنت لا تعرفين طبعا أنى لم أعد أتذكرك بنفس الوتيرة اليومية، وأحيانا ما يضيع وجهك منى فلا أتذكره بدقة، خاصة أنه لم تعد هناك شذرات باقية  تجمع بيننا على الإنترنت 
يمكنني تذكر ملامحك بدقة من خلالها،، ربما كان هذا لأني أريد الآن أن أنسى 
.
لا اشعر بأى ألم أو ضيق لفقدك على عكس المتوقع، هناك أفكار مؤلمة، ولكن لا ألم هناك، والأفكار المؤلمة لا تتعلق بالافتقاد.

ليس لدي نحوك ما أندم عليه بالطبع وإن تصورت أنتِ عكس ذلك، ولا أحملك شيئا، بل أحمل في قلبي وعقلي لتصرفاتك تفهم شديد فعلا 
تمنيت وأنا أستمع للأغنية أن أرسلها لك، لا ريب أنك قد تعلمت الاستماع إلى الأغاني المغناة بالإنجليزية الآن  وأنها لم تعد تؤرقك، لن تحبيها مثل أم كلثوم طبعا، لكنك على الأقل ستتحملين الاستماع إليها 
ولكنى وجدت أنه لا فائدة من استماعك لأغنية تطابق حالك وانت لا ترغبين في الإيمان بما فيها
وددت لو انتقلت إليك رسالة أنك قادرة ( وأنا اعرف انك قادرة) على مقاومة الغرق
قادرة على أن تستغني عن كل هذا الألم المجاني تماما، الذي لا تتلقين مقابله ولا حتى شعور زائف بالأمان 

أنت تستحقين أفضل من هذا 
وأنا - رغم ذلك - مرتاحة حقا أنه لا سبيل لديك لقراءة هذه التدوينة  

سأعود الآن للعمل وربنا يرحمنا جميعا 


الجمعة، 5 نوفمبر 2010

محمود الحسيني.. اللعب مع السيس

قبل عرض الفيلم المزعوم، تذاع مشاهد إعلانية من أفلام الموسم القادم تحت عنوان : قريييبا. كان ضمن هذا القريبا تريلر فيلم محترم إلا ربع، تتحمس السينما حين تذاع أغنية : أنا شارب تلاتة ستيلا، بعدها.. أفاجأ بأن الرقابة قد اعترضت على الأغنية وتم تغيير كلمات الأغنية ذائعة الصيت كي تتواءم مع الحس الرقابي المحافظ، وظهرت تصريحات للسيد محمد رجب يدافع فيها عن مشاهد أخرى من فيلمه الجديد
**
داخل مقهى في إحدى المدن المصرية الباسلة، كنت أستمع إلى نفس الأغنية من موبايل أحدهم، وفي المهرجان أجدها عنوانا كبيرة لفقرة موسيقية صاخبة، في التوكتوك، في المحلات، في الانترنت، في كل مكان يعلن محمود الحسيني موقفه واضحا وصريحا
ماذا فعل الحسيني؟
بدأ القصة بموال من مقام النهاوند قائلا

أنا شوفت واحد مهيس متيس مافيش رجا منه
دماغة بايظة ومراتة فايزة طالبة الطلاق منه
أصحابة صايعة وفلوسة ضايعة على المزاج والكيف
وعشان دايما مكيف بيمشى في الشتا مصيف وبيلبس تقيل في الصيف

هكذا أوضح الحسيني موضوعه، لكن الرقابة احتجت تحديدا على دعاويه المبتذلة في قوله :
أنا شارب تلاتة ستيلا ويجى 8 كمان أي دى
أنا راجل أوى مش قلة ولا يهمنى من دا ولا دى
**
يلعب المؤلف على وتر التهكم على أداء الشباب السيس في فخرهم واعتزازهم بأعمالهم البطولية المجيدة في شرب الستيلا والحشيش،
بعدها ينطلق الحسيني في الحديث بلسان السيس حين يشكون غدر الزمان وقلة مصادر الفخر، واضطرارهم إلى عمل دماغ قراقيش عشان مابقاش فيه حشيش، ثم يعود إلى الحديث بلسانه هو قائلا
خلاص ما بقاش فى بنى ورجع الأخضر وملا السوق
ودماغى ما بقتش تاكلنى ومش تعبان وأنا عايز أفوق
ما بقتش برص حجارة
ما بلفش أى سجارة
والوقت اللي أنا ضيعتة فى عمرى بقول عليه يا خسارة
**
لا يكتفي بهذا القدر بل يبدأ في توجيه نصائح أخلاقية واضحة:
ياللى أنت يوماتى دماغك لازم تظبطها بحجرين
ما تظبطها بكيلو كفتة وقرنين فلفل وخيارتين
اضربلك شوب لمون بلا برشام بلا أفيون
اضربلك شوب لمون بلا برشام بلا أفيون
أحسن بعدين هنقابلك ماشى فى الشارع مجنون
ثم
يا حشيش عملولك شفرة وكلة خلاص بقى فى التوهان
اه ياعينى على ورق البفرة وعلى الهواية وعلى السلوفان
ورجعنا نشيل الفلة .. وندور على الكرتلة
وياريت نفوق ونبطل خالص ونعيش من غير علة
أنا عامل دماغ كتاكيت وبخبط في العفريت
**
الذكاء الذي لعب به الحسيني في أغنيته أنه ربح صوت السيس والحشاشين وأصدقاء الستيلا، وفي نفس الوقت وضع نفسه في موقف المربي الفاضل، هذه اللعبة لم تقبلها الرقابة لإحساسها بأنه يتلاعب بها أيضا، فهذا الموقف المربك لا يجعلك تفهم هل هو ضد أم مع؟ من وجهة نظر الرقابة هو مع، لأنه لم يقل صراحة هبطل السجائر وأكون انسان جديد، بل رقص على السلم ليكسب الجميع.. عدا الرقابة
الأغنية في محتواها تهكم على أداء المدعين حين يستخدمون عبارات من نوعية: انا الزمان هدني، والمزاج بيذل صاحبه.. الحسيني يقول للمتكلفين، انتو هتعيشوا، طب انا هعلم عليكوا وفي نفس الوقت هتغنوا الأغنية. سأستهزأ بمن يظن نفسه: راجل قوي مش قلة، وأجعله يحسب أني أغني له حين أقول : أنا عامل دماغ قراقيش، عشان مابقاش فيه حشيش
**
اعترضت الرقابة من قبل على أغنية العبد والشيطان، حتى قيل أنها تتهكم على المعتقدات الدينية، وخرجت تأويلات رائـ(ـد/عـ)ـة ووجهت أسئلة صحافية إلى محمود الحسيني إن كان قد قرأ فاوست التي ترتبط بتيمة العبد والشيطان أم لا. للأسف قرأت هذا العنوان في إحدى الصحف ولا توجد مصادر للتوثيق على الانترنت، هكذا يحاول الحسيني إثارة الجدل بالتلاعب بالمستمع، أنت تظن أنه فاسد يغني للسكارى، لكنه ينصحك
**
جربت في يوم من الأيام أن أقف على مسرح أحد المغنين الشعبيين، احساس ممتع ومقلق، انت تعلم أن الناس لن يقفوا في صفك، حتى ان رقصوا على أنغامك، علاقة غريبة، أعيشها في حياة مختلفة.. لكل إنسان مسرحه الخاص
من يعلو المسرح يعلم أيضا جيدا أنه من الغباء أن ينتظر وفاء من تحت المسرح، قد يخسر بسبب غلاء سعره أو خفوت الأضواء من حوله، أظن أن النصر الحقيقي لمن فوق المسرح يتجلى في المذهب الحسيني حين يتلاعب بالجميع، يتهكم على عاداتهم في التحشيش وشرب الستيلا، ويظل محتفظا بادعاءاته كمربي فاضل ينصح السيس بأن يكفوا عن أدائهم المبتذل

الاثنين، 6 سبتمبر 2010

That sound

مازلت زاهدة تمام الزهد فى كتابة أى شئ 
..ولكن هذا الصوت 
اقواس الكمان التى تجترح الغضب والالم منى 
تدفعنى دفعا لان آتى هنا لاقول فقط انى احب هذه الاغنية التى لا تتقادم ابدا 

الجمعة، 23 يوليو 2010

السيّدة فيروز.. اكتمالٌ بعد الاكتمال



مشهد:
تحكي القصّة أنَّ فيروز، وهي على مسرحِها كانتْ تقف، بَدَتْ عليها إماراتُ توتّرٍ، سرعَانَ مَا بدأت تنسحب تدريجياً عندما بدأ زياد عَزْفَ لحنٍ على البيانو. لمّا أنهى زياد عزفه غدت ملامح فيروز رائقةً تماماً، تبسّمت.. تورّدت.. اتّسعت عيناها وبان فيهما لمعان.. وئيداً توجَّهَتْ نحوَ الصبيِّ.. تمهّلت في مشيتها.. نظر هو إليها.. أمسكت برأسه وهو جالسٌ ما زال أمام البيانو.. انحنت.. فقبّلت جبينه.. ثمَّ عادت!
لفتتها تساوي ألفَ عامٍ من التصفيق، فكم إذن تساوي قبلة منها على الجبهة؟
--
بعد أن أنجب ابنته نهاد في 21 نوفمبر 1935 بفترة وجيزة، انتقل وديع حدّاد وزوجته ليزا البستاني من قرية جبل الأرز الواقعة في قضاء الشوف بلبنان إلى حي زقاق البلاط في العاصمة بيروت. كبرت ابنته شيئًا فشيئًا إلى أن غدت صبيّة على أعتاب الثانية عشر من عمرها. لمّا لفت حسن صوتها نظر أقرانها في الحي فكّرت في المضي قدمًا، انضمت إلى الإذاعة اللبنانية لتغنّي في الكورس تحت قيادة موسيقي اسمه محمد فليفل. استرعت وهي في كورس محمد فليفل اهتمام مدير الإذاعة اللبنانية في هذا الوقت حليم الرومي.
كلنا مدينون لحليم الرومي، بالطبع ليس لأنه أنجب لنا ماجدة، ولكن لأنه كان أول من سمع الفتاة الصغيرة نهاد وديع حدّاد، وتنبأ لها بمستقبل باهر في الغناء ودعمها. اكتشفها في العام 1950 ومنحها فرصة الغناء في الإذاعة، لحّن لها بضعة أغنيات، ولم يرتح لاسم نهاد حدّاد فدعاها بـ"فيروز". ولعلّه لم يكن يعي تمامًا أنه اختار الاسم الذي سيولع به الملايين.
بعد عامين التقت الفتاة بمنصور وعاصي رحباني، الشقيقان اللذان يحملان مشروعًا موسيقيًا إنسانيًا متكاملاً، تعرفت السيّدة فيروز على الأخوين رحباني. وكانت "حبذا يا غروب" هي باكورة التعاون بين السيّدة فيروز والرحابنة، التعاون الذي أحدث ثورة في الموسيقى العربية، فالأغنيات كانت قصيرة المدّة، تمتزج الموسيقى فيها بين الأنماط الغربية الكلاسيكية أو الجاز وبين الألوان التقليدية للغناء في لبنان مثل العتابا والميجنا.

عام 1955 تزوّجت السيّدة فيروز إلى عاصي، بعدها بعامٍ أنجبت زيادًا، ثم هالي (مُقعد) 1958، وبعدهما ليال (1960 – 1988)، وأخيرًا المصوّرة ريما (1965). وعام 1955 أيضًا، غنّت السيّدة فيروز "عتاب" التي كتبها ولحنها الأخوان رحباني. عندما عاتبت السيّدة فيروز حبيبها، كان القطار قد بدأ رحلته التي لن تنتهي.

معجزة اكتمال المشروع
صوت فيروز معجزة ولكن معجزة فيروز أكبر من صوتها. معجزة فيروز في اكتمال مشروعها ثم اكتماله بعد الاكتمال. معجزة فيروز في أنها عرفت أن صوتها معجزة فصنعت به معجزات موازية. معجزة السيّدة فيروز أنها غنّت بصوتها الذي ليس كمثله أغنيات ليس كمثلها.
خرجت السيّدة فيروز بالأغنية العربية إلى نطاقاتٍ أكثر اتساعًا، موسيقيًا هناك من يربط بين السيّدة فيروز والرحابنة بشكلٍ زائدٍ عن الحد مضخمًّا من حجم تأثير الشقيقين على المشروع. الرحبانة كمًا أكثر من قدّم أغنيات لفيروز ولكن تأثيرهم الكيفي على مشروعها أقل مما قدّموه. بعد أن تجاوزت السيّدة فيروز بداياتها والتي سطرها الرحابنة بامتياز سارت بتوازٍ على حبلٍ بينهم وبين فليمون وهبة. يقدّم لها عاصي ومنصور الألحان الحريرية الرحبة المخملية المُنسابة مثل "يا حنيّنة" ونحن والقمر جيران" و"نحن الهوا جرحنا"، ويعطيها فليمون بعضًا من ثِقلٍ ورصانة واتزّان و"يشرّق" بها عندما تغنّي "يا ريت" أو "يا مرسال المراسيل" أو "طلع لي البكي". فيتوازن مشروعها الذي سيبدو أكثر جنوحًا للغرب لو تُرك للرحابنة فقط.

يا ريت منن.. السيّدة فيروز.. فليمون وهبة


انطلقت السيّدة فيروز بعيدًا عن مصر، واكتملت بعيدًا عن مصر، ولكنّها قطفت من مصر زهورًا ومنحتها في المقابل من عطرها الذي لا مثيل له. عام 1961 تحققت أمنية محمد عبد الوهاب بأن يلحّن لها أغنية فكانت "سهار بعد سهار"، وفي عام 1967 لحّن لها "سكن الليل". ضمّنت الأغنيتان في شريط مع أغنيتين أخرتين غنتهما سابقًا لعبد الوهاب من أغنياته، "يا جارة الوادي" و"خايف أقول اللي في قلبي".
ومرّت خمسينات الرحابنة وستينات التوازن لتأتي بصمة مغايرة في السبعينات. والحكاية كلها في مرض عاصي عام 1973، ومرض عاصي ودخوله المستشفى وضع منصورًا في ورطةٍ إذ أن هناك مسرحيةٌ اسمها "المحطّة" لا بد أن تكتمل وأغانٍ يجب أن تُلحّن. وجاء زياد الذي ظهر للمرة الأولى منذ عامٍ بشريطٍ غنائي ليلحّن لأمّه وهو ابن السابعة عشر، وطَلَع علينا الزّياد بـ"سألوني الناس"، فنالت استحسان السيّدة فيروز، فغنّتها فاستكمل المشروع اكتماله.

بيذكّر بالخريف.. السيّدة فيروز.. زياد الرحباني



أنهت السيّدة فيروز كلَّ الموسيقى، أتت على التراث الغنائي اللبناني فغنّت مووايل العتابا والميجنا وأغنيات الأعراس التقليدية، غنّت الموشحّات والشعر القديم بادءةً بعنترة بن شدّاد، وامتزجت أحيانًا مع التانجو، ونهلت من بحر سيّد الموسيقى العربية الشيخ سيّد درويش البحر، وهي الآن تعلم العرب كيف يقدمون موسيقى الجاز، مع زياد الرحباني.

سيّدة التفاصيل
نقلت السيّدة فيروز الغناء العربي إلى فضاءات أوسع. ليس فقط لأنها تنوّعت في الموسيقى ولم تخش أيًا من أنماطها. ولكنّها تميزت في اختياراتها الشعرية فغنّت كما لم يغنّ أحد.
فالوطن عند فيروز ليس قواعدًا للمجد يبنيها أيًا من كان وحده، والأغنية الوطنية ليست دائمًا مناسبةً لمدح قيمة مطلقة اسمها الوطن وهجاء شبح افتراضي اسمه العدو، الوطن عند فيروز "قهوة عَ المفرق" كانت تلتقي فيها مع من تحب ثم "جيت لقيت فيها عشاق اتنين صغار قعدوا على مقاعدنا سرقوا منّا المشوار"، هي وحبيبها كبرا والعاشقان الصغيران أتيا مكانهما وتمر الأيام و"تخلص الدني وما في غيرك يا وطني بتضلك طفل صغيّر". الوطن لدى السيّدة فيروز ناس نعرفهم وأماكن نحبها، تنتقل من القيمة المطلقة الافتراضية إلى الأشياء الملموسة التي نعرفها ونراها كل يوم والتفاصيل التي نحبها.
فلسطين عند السيّدة فيروز في أوقاتٍ "غضبٌ ساطع آتٍ" ولكنها في أوقاتٍ أخرى مزهرية هي ما تبقّت لها من فلسطين، أو "جسرًا خشبيًا يسبح فوق النّهر.. ضحك الفجر وحيّا وصحت قمم الزهر". هي هنا تغنّي للجسر الرابط بين الأردن والضفة الغربية، والذي يمر من خلاله العائدون إلى أرضهم. هي تغنّي لمَعْلَمٍ يعرفه الفلسطينيون فيتذكرونه وهم يمرّون، كما تذكّر الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي الأغنية وهو عائدٌ إلى رام الله بعد ثلاثين عامًا. تذكّر وهو عائدٌ وكتب ما تذكّره في "رأيت رام الله".

السيّدة فيروز.. يا جسرًا خشبيًا



وكما أن الوطن عند السيّدة فيروز أشياء نعرفها ونراها ونحبها لا مجموعة من القيم المطلقة، فإن حكايات الحب أيضًا تصاغ بشكلٍ مختلف. فعندما تشعر ببعدِ من تحب لا تلومه بعبارات كـ"يا ظالمني" أو "قلبي من رضاك محروم"، ولكنّها تحدّثه عن فستانها الجديد الذي فصّلته خصيصًا من أجله ولكنه لم يهتم رغم أن "ما ضل فيه إنسان إلا وقف.. واتأمله.. وقال لي حلو.. ولو شفت كيف اتعجبّوا الجيران.. بالخصر.. بالزنار.. بالألوان.. لكن أنا شو همّني الجيران.. شو همني صحابي.. ومين ما كان.. بدّي الحلو بس الحلو يقللي حلو مبروك هالفستان"، قبل أن تسائله بمرارةٍ عن أسباب اعتنائها بهذا الفستان "لمين هالفتسان فصّلته؟ للناس؟ للجيران؟ للقمر السهران؟ غلطان!".

الفستان.. السيّدة فيروز



عندما تحب، فإنها لا تقول فقط إنها تحب، أو أن أيامها غدت أحلى أو أجمل أو أن الحبيب عوّضها عمّا فاتها، فالحب كالوطن والحب والوطن كلاهما ليسا قيمًا مطلقة، وكما أن الوطن أماكن نعرفها وقصص نعيشها فتستغرقنا فإن الحب تجربة فيها ما فيها من مواقف وحكايات جديرة بأن يعبّر عنها غناءَنا. فهي تتجاوز مثلاً عن حقيقة أنها تحبه لتذكّره بما هو أكثر أهمية "فايق عليي وقت اللي كنّا بهاك العليّة؟ كنّا نلعب بالقناطر وقت الصيفية"! الحب ليس مجرّد امتداح عيون المحبوب وشعره وسماره أو بياضه، التجربة قصّة بها تفاصيل أكثر عمقًا لتغنّى.
وهنا الإعجاز لدى السيّدة فيروز.. وهنا الاكتمال.. هنا العجز المطلق عن الكتابة لأن وصف الكمال أمر محفوف بالمخاطر وهنا الولع بالكتابة لأن في الحكي عن الكمال إشباع لشهوة.. صمت أنسي الحاج كثيرًا قبل أن يبدأ الكتابة عنها ولكنّه بعد المرّة الأولى ظل يكتب "إن سعادتي هي أن لا أعرف غير أشخاص يحبون هذا الصوت كما أحبه، وأن يزداد عددهم كل يوم. فليس مجدي فقط أنني أعيش في عصر فيروز، بل المجد كله أنني من شعبها. لا وطن لي غير صوتها، لا أهل غير شعبها، ولا شمس غير قمر غنائها في قلبي".

الخميس، 27 مايو 2010

It finaly happened



انا لا انتظر الكثير 
سعيدة جدا اننى بدأت فى استخدام كلمة انا كثيرا .. فالمعتاد فيما يتعلق بالجملة الواردة اعلاه ان اكتبها " لا انتظر الكثير" هكذا دون ضمير متكلم 
فأنا قد اعتدت منى انا على اننى انا لا اقول انا كثيرا 
عزمت على ان يتغير هذا . واظننى افلحت ... لفترة 
قبل ان يحدث لى شئ كنت انتظر حدوثه 
It finaly happened

ولم ينتهى ما انتظرته نهاية جيدة . فهو لم يبدأ بداية معقولة من الاساس

كان من المفترض عندما بدأت التدوين هنا وحدى قبل ان يشرفنى الصديق عبد الرحمن بالموافقة على الانضمام الى فى تحرير المدونة 
ان تكون مساحة للحديث عن انطباعاتى حول الموسيقى التى احبها وتلك التى لا احبها 
لاحظ اننى صرت اقول موسيقى التى اكرهها دون وعى . لقد تنبهت لذلك لتوى
الا انها تحولت - من قبلى انا على الاقل- الى مساحة للمزج بين الموسيقى وبين حياتى الخاصة لاحكى عن ذكرياتى المرتبطة باغنية ما او مطرب ما 
او عن احساس امر به تجسده اغنية
لم التزم بما اعتزمته منذ البدء اذن ولكن لا ضير فهى حياتى انا التى افشيها على كل حال
ومنذ بدأ ذلك التحول كثيرا ما اردت ان اكتب عن هذه الاغنية الا اننى لم اتمكن من ذلك 
فى كل مرة افتح صفحة المدونة البيضاء وابدأ فى الكتابة .. اكتب واكتب ثم اتوقف وقد فرغت منى طاقتى 
حاولت ذلك فى اطار امزجة متعددة وفشلت
فشلت فى ان انهى اى تدوينة من تلك التدوينات العديدة المتباينة التى كتبتها عن هذه الاغنية حتى صرت انا نفسى فى حيرة من امرى معها
اليوم طرق رأسى انى بحاجة لسفك روحى من جديد بالحديث عنها او لاقل محاولة الحديث عنها فانا لا ادرى ان كانت ارادتى ستخوننى كالعادة قبل ان انتهى.

يبدو هذا غريبا .. فالارادة وحب الحياة وازدرائها فى آن هم كتاب هذه الاغنية 
تخيل معى .. شخص يمر بالام مبرحة لمرض لا شفاء منه او لنقل جراء الامراض العديدة التى يجرها مرض لا شفاء منه واعنى الايدز
يجلس هذا الشخص ليكتب البوم كامل تقريبا من الاغنيات يضمنها كل افكاره حول نهاية الحياة ليجعل من هذا الالبوم رسالته الاخيرة الى الدنيا ..لا الى احد .. 
لا اظن انه كان يعنى مستمعيه ومعجبيه اصلا الا فى القليل
يجلس فى الفراش وحوله علب لا حصر لها لادوية يصعب حصرها وبينما تجتاحه هلوسات الحمى .. يستفيق قليلا ويتناول ورقة وقلما ويكتب.
.
When the outside temperature rises
And the meaning is oh so clear
One thousand and one yellow daffodils
Begin to dance in front of you - oh dear 

منذ الكلمات الاولى التى يكتبها فريدى يبدو الخلل.. الحرارة مرتفعة والمعنى واضح رغم هذا الوضوح تبدأ الاشياء فى الاهتزاز تبدأ الورود فى التراقص امام عينيك- آه يا مسكين

لا ليست الحرارة فى الخارج مرتفعة .. الحرارة داخلى هى المرتفعة . جهنم المستعرة داخلى تصهرنى حمم لا تتوقف عن الارتفاع فالانصباب بين جنبات اضلعى،  ونذر يسير منها يتسلل الى الخارج كى يشعركل منكم بتلك الحرارة اللاهبة

كعادته يطور جون ديكن عبر جيتاره نغمة بسيطة موجعة مكثفة محملة بكل الالم الذى يحتشد بكلمات فريدى 
نغمته تلك تفتتح الاغنية - كالعادة- كدقات ساعة .. مملة .. كئيبة .. ثقيلة ..تتكرر بلا انقطاع تعلوها طبقات وطبقات لكنها تظل حاضرة حضور الزمن الذى يتآكلنا ونتناساه 
لن امضى فى الحديث عن كلمات الاغنية من الاساس 
ففى تدوينات عديدة سابقة وجدتنى التفت الى الكلمات لثقة منى انى لا اجيد الحديث عن الموسيقى حقا 
كما اننى لن اتحدث ايضا عن المزيكا الخاصة بالاغنية 
يكفينى ان اذكرك ان تتنبه بينما تستمع اليها الى الاعيب الجيتار .. النغمات المقبضة السوداء الكئيبة التى تتضاد تماما مع الكلمات المرحة الساخرة 
لتتضافر هذه وتلك فى عكس تلك الحالة المقبضة من الوعى بالانحدار نحو الموت والانسحاب من حياة لا تستحق الا اننا جبلنا على التمسك بها 
افكر وانا استمع الان الى ما ومن اتمسك بهم 
هل يستحقون منى ذلك؟ 
انا اعى اننى انحدر نحو فقد قدرتى على الانتباه لنفسى والحرص عليها وهى قدرة لم اوتها سوى مؤخرا وما ان اوتيتها حتى فقدتها سريعا او لنقل ضحيت بها 

اقف الان منفرجة الساقين على جانبى الخط 
يمناى فى ارض الفردية والتمسك بحقى فى ان استقر وجدانيا  على الاقل ان لم اسعد ،ويسراى  فى الارض التى طالما وقفت فيها .. ارض لا انتبه فيها الى نفسى بمعزل عن الاخرين 

احسد فريدى على انه عاش حتى الثمالة 
لا ادرى ان كان قد عاش سعيدا ام لا . الا انه عاش كما قرر ان يعيش ومات باختياره فاختياراته هى التى قادت الى حتفه
لم يفرض عليه احد شئ
او ربما هل فرض الله عليه ان يحيا تلك الحياة التى قادت لحتفه ..لا اعرف 
ما اعرفه اننى لم اختر ما اشعر به الان 
وما اعرفه انى لا استحق ان انحل ببطء 
i'm raveling fast ..it's true

لكنى اعرف كذلك انى لدى من القوة ما جعلنى انتهى اخيرا من الكتابة 
وهذا يعنى ان لدى من القوة ما يعيننى على تجاوز تلك التجربة ما دمت قد اضطررت الى ذلك 
الا ان ثقتى باشياء كثيرة قد ولت الى غير رجعة 
وما يقلقنى لكن لا يخيفنى .. ان ثقتى بمحبة الله لى قد ولت مع ما قد ولى