الأربعاء، 3 أكتوبر 2012

في دايرة الرحلة - رسالة أخيرة

لا أذكر آخر مرة كتبت فيها هنا، ولا أريد أن أعود لأتأكد
سأعرف بعد الانتهاء من هذا البوست

هجرت المدونة ضمن أشياء كثيرة هجرتها، ما أعرفه عن الفترة التي ابتعدت فيها أنى كنت غارقة في عدم الرضا، كنت (ولازلت) أشعر أني لم أكتمل بعد، وينقصني الكثير، 
كان يصعب علي ( ومازال) أن أتعرف على ما يخفي عنِّي منِّي داخل نفسي.
كنت هنا قبل الثورة، هذا أكيد
بعد الثورة هجرت موسيقاي، هجرت إرادة المسالمة والتسليم، أردت هذا كثيرا قبلها لكني ظننت دومًا أنى أضعف من أن أُقدم عليه.
لم يحن بعد وقت الحديث عما كان خلال العامين المنقضيين
لكنى أعرف أنى الآن لم يعد حذائي أكبر مني،،، بل صرت ملائمة تماما له.
أنا الآن ناضجة، أرتكب أخطاء الناضجين بسذاجة غير العارفين، لكنى أتعلم 

أعود اليوم وقد عدت إلى طرف من موسيقاي القديمة 
كنت أعبث على يوتيوب محاولة إيجاد مزاج ملائم لسهرة مشحونة ومرهقة تمتد حتى مساء الغد 
استعدت الكثير من أغنيات التسعينات التي استمعت إلى بعضها ربما لمرة واحدة، ولم تبد نوستالجيا من النوع الملائم، لكنى وأنا أبحث  قفزت في ذهني أغنية أحبها لايفانيسنس ،، أنا احب آمي لي، ربما اكتب عنها ذات مرة ، أنا أحب صوت البنت وموسيقاها ،، استمعت إلى الأغنية، وفي القائمة الجانبية وجدت أغنية أخرى من الألبوم ذاته كنت أحبها (لا أعرف ان كنت ما زلت أحبها فقد تغير ذوقي الموسيقي بشكل دراماتيكي خلال العامين الماضيين) استمعت إلى الأغنية ووجدتها تنطبق عليك تماما.

أنت لا تعرفين طبعا أنى لم أعد أتذكرك بنفس الوتيرة اليومية، وأحيانا ما يضيع وجهك منى فلا أتذكره بدقة، خاصة أنه لم تعد هناك شذرات باقية  تجمع بيننا على الإنترنت 
يمكنني تذكر ملامحك بدقة من خلالها،، ربما كان هذا لأني أريد الآن أن أنسى 
.
لا اشعر بأى ألم أو ضيق لفقدك على عكس المتوقع، هناك أفكار مؤلمة، ولكن لا ألم هناك، والأفكار المؤلمة لا تتعلق بالافتقاد.

ليس لدي نحوك ما أندم عليه بالطبع وإن تصورت أنتِ عكس ذلك، ولا أحملك شيئا، بل أحمل في قلبي وعقلي لتصرفاتك تفهم شديد فعلا 
تمنيت وأنا أستمع للأغنية أن أرسلها لك، لا ريب أنك قد تعلمت الاستماع إلى الأغاني المغناة بالإنجليزية الآن  وأنها لم تعد تؤرقك، لن تحبيها مثل أم كلثوم طبعا، لكنك على الأقل ستتحملين الاستماع إليها 
ولكنى وجدت أنه لا فائدة من استماعك لأغنية تطابق حالك وانت لا ترغبين في الإيمان بما فيها
وددت لو انتقلت إليك رسالة أنك قادرة ( وأنا اعرف انك قادرة) على مقاومة الغرق
قادرة على أن تستغني عن كل هذا الألم المجاني تماما، الذي لا تتلقين مقابله ولا حتى شعور زائف بالأمان 

أنت تستحقين أفضل من هذا 
وأنا - رغم ذلك - مرتاحة حقا أنه لا سبيل لديك لقراءة هذه التدوينة  

سأعود الآن للعمل وربنا يرحمنا جميعا 


هناك 3 تعليقات:

لا أحد يقول...

ﻻ ادري لماذا و دون سابق اتفاق هجرنا المدونات #ماساة

لا أحد يقول...

ﻻ ادري لماذا و دون سابق اتفاق هجرنا المدونات #ماساة

أفندينا يقول...

للأسف رغم دخول معظمنا للتدوين في وقت واحد تقريبا - 2005 بالنسبة لي - إلا أننا في الفترة الأخيرة إنقطع معظمنا إلا فيما ندر ولا أتذكر من المستمرين بإنتظام إلا زينب " زنوبيا " يرجع البعض ذلك إلى ظهور الميكروبلوج مثل تويتر إلا أنه في حالتي فقدان الإهتمام بل ربما اليأس من جدوى الكتابة أو الحياة بصفة عامة أو ربما هو عدم مقدرتي عن الكتابة رغم أن بداخلي دائما بركان ثائر .....
سعيد جدا بعودتك وبمقالك الذي سوف أعيد قراءته مرة أخرى وأتمنى أن نعود كلنا يوميا للتدوين مرة أخرى .
خالص الود والتقدير :)